” ما بين مخاوف و حرب إعلامية و فرص ضائعة _ ” مشروع الإصلاح بات ضرورة ملحة “

خاص أويا
- حوار وطني ودستور وعلم ونشيد وطني جديد لليبيا الجديدة
- وطن واحد دون تقسيم وانفصال وحكم محلي لإدارة الولايات
- ثروات البلاد ملك الشعب وحق دستوري لكل الليبيين والمناطق
- حريات إعلامية وحقوق للمواطنة من خلال قوانين جديدة
علي غرار ما فعله قائد المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني – الرئيس فيما بعد – شارك ديجول عقب تحرير بلاده من جيش هتلر النازي ، عندما أعلن قيام الجمهورية الرابعة في فرنسا كمرحلة جديدة في حياة الشعب الفرنسي ، يطرح الدكتور سيف الإسلام القذافي ، رؤية وطنية شاملة أطلق عليها “الجماهيرية الثانية ” فى خطابه الشهير الذي ألقاه بعد ثلاثة أيام من بدء مؤامرة إسقاط الدولة الليبية ومؤسساتها واستهداف رمزها وقائدها الشهيد معمر القذافي .
تحذير
خطاب د. سيف الإسلام كان بمثابة تحذير لما قد يتعرض له الوطن من دمار وهذا ما تحقق خلال العشر سنوات الأخيرة منذ بداية المخطط الإجرامي فى 17 فبراير 2011 ، فقد وقف من أرادوا تنفيذ المؤامرة واستكمال مخططهم و لم يستمعوا لصوت العقل ورغبة أغلبية الشعب الليبي في تجنيب بلادهم هذا المصير ، فضاعت فرصة الحوار وحل محلها نيران الفوضى و الخراب لنحو 9 أعوام ليصلوا في العام العاشر بوصاية دولية لمسار سياسي قد يتعرض هو الآخر للتراجع بيد نفس القوى التي تعمدت بقصد اختيار رصاصات القتل بدلا من كلمات الحوار .

أمل
ورغم كل الآلام التي عاناها- ويعانيها- الشعب الليبي ، لا يزال يحدوه الأمل في إنهاء هذه المأساة التي تحتاج لجهد كل القوى المخلصة لإيصال سفينة البلاد لشاطيء الانتخابات ليقول الشعب الليبي كلمته .
ووسط هذا الأمل تأتي المبادرة الذي طرحها الدكتور سيف الإسلام وتعمد أعداء الشعب الليبي تجاهلها وحجب صوتها بأزيز الرصاص وقصف طائرات الحلف الأطلسي وأحزمة الميليشيات الناسفة .

برنامج عمل ومشروع للإصلاح
بجرأة وبفهم سياسي يعي الظرف والواقع ويفهم طبيعة الوطن الذي ينتمي وحجم التطورات والتغييرات التي شهدها العالم ومنها ليبيا أكد سيف الإسلام حاجة ليبيا للتغيير ، الذي يصنعه الشعب ولا يُفرض عليه من الخارج يقول الرجل :
- البدء فورًا في عقد حوار وطني بين كل أبناء الوطن دون إقصاء أو تمييز للاتفاق علي طبيعة التوجهات المستقبلية للبلاد ، واستبعاد خيارات العنف والسلاح والاحتماء أو الاستقواء بالخارج
- نحن نريد مزيدًا من الحرية وإصلاحات حقيقية
- لابد أن تطلق حرية الصحافة والإعلام والرأي في بلادنا
- علينا أن نؤسس لمجتمع مدني حديث يعطي الحق لمنظمات المجتمع في القيام بدورها
- يجب إعادة النظر في القوانين المعمول بها في البلاد وخصوصًا قانون العقوبات
- يجب أن يكون هدفنا في سن كل القوانين مواكبة التطور والتقدم الذي حدث في العالم وبهدف فتح آفاق جديدة للحريات الشخصية والعامة
- تشكيل لجنة وطنية تمثل كل مكونات الشعب الليبي مع خبرات أبناء الوطن ، لوضع دستور جديد للبلاد
- التأكيد علي حق الليبين في إدارة شؤون بلادهم ومناطقهم بنظام الحكم المحلي في إطار مركزية الدولة
ووضع تصور لعودة هذا النظام الإدارة أو الحكم المحلي ، سواء أكان ولايات ، أو محافظات ، او شعبيات
وتختار كل منطقة من أبنائها من ترغب فيهم لإدارة شؤونها

تحول تاريخي
إذا اتفقنا على هذه الخطوات وبشكل جدي سنكون – نحن الليبيين – قد أنجزنا أكبر عمل وتحول تاريخي جديد في بلادنا ، وهذا يعني تحولنا من الجماهيرية الأولي إلي الجماهيرية الثانية ، لقد تجاوز الزمن عهد الجماهيرية الأولي التي كانت وستظل علامة مهمة في حياة ليبيا وشعبها وأنهت دورها الوطني وعلينا البدء في مرحلة جديدة دون نسيان أو تشويه تاريخنا الوطني ، وسنساير العصر وتطوراته بنظام جديد ، وعلم جديد ، ونشيد وطني جديد لليبيا الجديدة التي نحبها جميعا ونحلم بها .
مشروع الإنقاذ والبديل المخيف
وضع الدكتور سيف الإسلام الليبيين أمام الحقائق طارحًا مشروعًا وطنيًا لإنقاذ البلاد من سيناريوهات أسوأ مما حدث في بلاد أخري ، وكان الرجل صادقًا فيما قال ، فلقد حدث كل الأسوأ خلال العشرية الماضية ، ونتصور أن ما طرحه كان وسيظل صالحًا لحل الأزمة وخروج البلاد من النفق المظلم .
لقد فقد الشعب الليبي نحو ما يقرب من 200 مليار دولار كانت مرصودة لمشاريع اقتصادية عملاقة قبل فبراير ، وتوقف كل المشروعات الوطنية المخصصة للشعب وخصوصًا الشباب وأبرزها مشروع إنشاء 550 ألف وحدة سكنية عصرية ، وتوقف إنتاج النفط وتراجعت عائدات البلاد وضاع استقلالها وكرامتها فضلاً عن انتشار الفوضي والرعب في ربوع البلاد وتهديد وحدتها الوطنية والترابية .

الحلم والحقيقة
وقد يري البعض في هذه المبادرات نوعًا من المثالية من رجل حالم ، ولكن البعض الآخر يري أن الرجل تم اختباره من قبل من خلال مشروعاته العملاقة والتي عرفت بمشروعات الغد ، ومع ذلك ، إذا كان في حديثه قدر من المثالية ، فهو يملك رؤية متكاملة ويطرح أحد الحلول ، وربما الحل الوحيد لإنقاذ البلاد ودائمًا ما كانت الأحلام هى البداية الحقيقية لليقظة الوطنية وتحقيق الأهداف .
إن ليبيا تقف الآن علي مفترق طرق وعلي شعبها أن يختار ، فالوطن ملكًا للجميع ، ولا يمكن أن يكون حكرًا علي أحد ، ومن المؤكد أن كل شرفاء الوطن يرفضون الفتنة و دعوات الانفصال وتقسيم الوطن وضياع استقلاله ونهب ثرواته ، ولكن هم مع الإصلاح والحوار وبناء ليبيا الجديدة ، ونعتقد أن ذلك هو حلم كل الليبيين .